يمثل العلاج باستخدام مستقبل الضد الكيميري للخلايا التائية، والذي يُرمز له اختصارًا بـ “كار تي-سل ” تقدمًا كبيرًا في مجال العلاجات الخلوية للسرطان المُخصصة. في هذه التقنية العلاجية، تُعاد هندسة الخلايا المناعية التائية للمريض جينيًا بحيث يظهر على سطحها مُستقبِل صناعي يرتبط بمستضد على الخلية السرطانية.
بعد ذلك، يجري مضاعفة أعداد الخلايا بهدف الاستخدام السريري، وتُحقن مجددًا في جسم المريض لكي تهاجم الورم المقاوم للعلاج الكيميائي. أظهرت التجارب على العلاج باستخدام كار تي-سل معدلات استجابة عالية وانحسار كلي للورم في إطار علاج خباثة الخلايا البائية. بناءً على هذه النتائج أصدرت منظمة الغذاء والدواء مؤخرًا موافقتين على استخدام كار تي-سل الموجه ضد البروتين في علاج كل من ابيضاض الدم الأرومي اللمفاوي الحاد، ولمفومة الخلايا التائية الكبيرة المنتشرة.
تُعد تقنية كار تي-سل العلاجية نقطة البداية لانتقال العلاجات الخلوية من المختبرات إلى الحقل السريري، وتطبيقها في علاج الأمراض الخبيثة وغير الخبيثة.
تتميز هذه التقنية بكونها معالجة مُخصصة ورائدة جداً قادرة على توفير علاج فعال ولكنه ذو تأثيرات جانبية شديدة يمكن تدبيرها مما يتطلب مراقبة طبية متخصصة. من المتوقع أن تتوسع استطبابات تقنيات العلاج الخلوي المتقدمة لكي تشمل المزيد من الأمراض، وخاصة سرطانات الدم. ستكون لذلك تبعات على الفرق الطبية المنوط بها تقديم هذه الأنواع من المعالجات، وكذلك المراكز التي تُقدَّم المعالجات ضمنها.
حتى الآن، تبقى التطبيقات السريرية لتقنية كار تي-سل محدودة ضمن عدد قليل من المراكز المُصنّعة للعلاج (في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي) وذلك في ظل الحاجة لبنية تحتية خاصة وخبرة عالية في التصنيع والممارسة. على الرغم من أن تصنيع العلاج كار تي-سل هو عملية معقدة، إلا أنه من الممكن تلخيصه في الخطوات التالية: عزل خلايا وحيدة النواة من المريض، تفعيل الخلايا التائية للسماح بعمل نقل جيني عن طريق الفيروسات، مضاعفة الخلايا، جمع المنتج النهائي.