عصر المؤتمرات الافتراضية

لقد أتاحت جائحة كوفيد-19 الفرصة لإعادة تعريف المؤتمرات العلمية. فقد أضحت الاجتماعات الافتراضية على شبكة الإنترنت هي العُرف السائد، وهو ما يطرح تساؤلاً في الأذهان: كيف يمكننا الخروج بأكبر فائدة من هذه الاجتماعات؟

تفتقد الاجتماعات الافتراضية على شبكة الإنترنت للكثير من فوائد المؤتمرات التقليدية، مثل النقاشات الجانبية في أوقات الاستراحة وعند تناول وجبات الطعام، أو تعزيز شبكة العلاقات مع الأشخاص وجهًا لوجه، أو اكتشاف وجهات جديدة حول العالم، إلى آخر ذلك.

ولكن، وكما أدرك الآخرون، هناك الكثير من الميزات الإيجابية التي تحملها المؤتمرات الافتراضية. فمع تحول المزيد من الاجتماعات إلى العالم الافتراضي، وهو ما يُتوقع استمراره حتى بعد التغلب على الجائحة، يحاول الأطباء والباحثون قبول الواقع الافتراضي الجديد للتجمعات العلمية. باختصار، أن تكون قادرًا على المشاركة في حدث مهم من على أريكتك المريحة في المنزل.

نعم، قد تكون هناك لحظات من تشوش الاتصال الصوتي أو بعض المشاكل التقنية، ربما بسبب رداءة الاتصال بالإنترنت. ولكن بالمقابل، ستكون هناك إيجابيات غير متاحة في الاجتماعات القائمة على أساس الحضور الجسدي. إذ يمكن إيقاف متابعة الجلسات المُسجلة مسبقًا، أو إعادة تشغيلها من أي موضع بهدف تعويض ما قد يفوت المستمع، أو بهدف أخذ من الوقت لتسجيل الملاحظات من صفحة عرض معينة.

ومع تحول المزيد من المؤتمرات إلى الواقع الشبكي الافتراضي، فقد أخذ البعض يتّبعون نمط الإغراق في متابعة تلك المؤتمرات. إذ يمكن على سبيل المثال حضور عشرة لقاءات علمية متتالية في جلسة واحدة، وهي ميزة مستحيلة فيما لو كانت اللقاءات العلمية على أساس الحضور الجسدي.

لقد ازدادت أعداد المؤتمرات المتاحة للحضور افتراضيًا بشكل كبير. وأصبح من الممكن حضور ورشة تدريبية في القارة الأوروبية صباحًا، ثم حضور ورشة تدريبية أخرى في الولايات المتحدة مساءً.

ربما تفتقد المؤتمرات الافتراضية خاصية المؤانسة في اللقاءات ذات الحضور الجسدي، ولكن مع ذلك يمكن للحضور التواصل فيما بينهم بشكل فعال. فيما قد يجد البعض بأن التواصل الرقمي مع متحدثين بارزين أكثر سهولة وأقل رهبة من التواصل معهم وجهًا لوجه.

قد تستمر جائحة كوفيد-19 في فرض تحديات كبيرة علينا جميعًا. ولكن مع بروز الحلول لهذه التحديات، فإن الجمعية السعودية لزراعة الخلايا الجذعية سوف تتبنى المعايير والأعراف الجديدة وتستمر في التواصل الفاعل مع جميع أعضائها وداعميها، حتى ولو بشكل افتراضي.