محسن الزهراني
أكمل برنامج زرع الخلايا الجذعية في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني في الرياض عامه العاشر منذ افتتاحه في العام 2010، متوجاً تلك الأعوام بنجاحات كبيرة وتطوير مستمر. ولعل أحد أهم جوانب النجاح هو الزيادة المضطردة في أعداد حالات زرع الخلايا الجذعية وتنوع الأمراض المُعالجة باستخدام هذه التقنية. وإننا اليوم نحتفل بالوصول إلى ألف حالة زرع ناجحة منذ بداية البرنامج. في العامين 2018 و2019، جرت ما نسبته 10% من حالات الزرع في العيادات الخارجية دون الحاجة للقبول في مجموعات البالغين. يُجري المركز عمليات الزرع لمعظم الحالات التي تستجيب للعلاج باستخدام الخلايا الجذعية والتي تُوصي الهيئات الصحية الدولية بعلاجها وفق هذه التقنية، ابتداءً من أمراض الدم الخبيثة أو الوراثية، وحتى أمراض المناعة المُكتسبة أو الجينية مثل التصلب المتعدد.
يتميز مركزنا لزراعة الخلايا الجذعية بتوفر جميع أنواع الزرع، بما فيها الزرع الذاتي أو الغيري من أشخاص متبرعين، سواءً كانوا متطابقين أو شبه متطابقين، بالإضافة إلى الخلايا الجذعية المأخوذة من دم حبل السري. يتميز هذا البرنامج أيضًا بوجود بنك حيوي لدم الحبل السري وسجل سعودي معترف به دوليًا للمتبرعين بالخلايا الجذعية، والذي يوفر أكثر من 70 ألف متبرع متطوع في حال عدم توفر أحد من أقارب المرضى للتبرع. تُعد وحدة القبول لزرع الخلايا الجذعية للبالغين الأكبر من نوعها في المنطقة، حيث إنها مزودة بثلاث وعشرين سريرًا للمرضى البالغين، وعشرة أسرّة للمرضى الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد مركزنا أحد أكبر مراكز الزرع المتخصصة في علاج أمراض الدم الوراثية، مثل فقر الدم المنجلي، حيث عُولجت فيه أكثر من 200 حالة فقر دم منجلي على مدى السنوات الخمس الأخيرة، مع نسبة نجاح تزيد عن 95% وهي ذات النسبة التي تحققها أعرق المشافي حول العالم. أما على صعيد الأبحاث السريرية، فقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث بالشراكة مع مراكز بحثية على المستويين الوطني والدولي، وجرى استعراض بعض النشاطات البحثية للمركز في أضخم المؤتمرات الدولية، ونُشرت نتائجها في أعرق المجلات العلمية.